انتصار غزة

يوليو 27, 2025

شهد ملف غزة، الاحد، انفراجه كبيرة  تعد الأولى منذ بدء العدوان في أكتوبر من العام 2023 ، فهل هي مجرد تكتيك ام  ملامح انتصار جديد؟

خاص – الخبر اليمني:

في أكتوبر من العام 2023 ، اطلق الاحتلال الإسرائيلي مسنودا بدعم غربي – امريكي منقطع النظير عدوان  واسع على القطاع .. كان الهدف الأبرز الذي رسمه جنرالات الاحتلال تهجير السكان واحتلال القطاع وانهاء حماس. اليوم وبعد عامين ونيف تتدحرج كرة العدوان وقد ابى سكان القطاع ومقاومته الا النصر كاملا.

فرغم ما تلقاه القطاع من قصف وقتل وتدمير اقترب ضحاياه من نحو 60 الف شهيد واكثر من 150 الف جريج وعشرات الالاف المفقودين وتدمير احياء وتخريب بناء تحتية، الا ان  اطراف الحرب على القطاع وصلت – كما يبدو- إلى قناعة تامة باستحالة حسم المعركة عسكريا.

فلا اسير واحد تم تحريره حيا بالقوة ، ولا قوات الاحتلال استطاعت  فرض سيطرة كاملة على منطقة بعينها وحتى التوغل تبين لاحق انه استدراج كلف الاحتلال الثمن باهضا. اليوم ووفق لحسابات الاحتلال وما تنشره وسائل اعلامه او بالأحرى ما يسمح به للنشر يعاني الاحتلال عسكريا   مع اعترافه بخسارة عشرة الف جندي وضابط ومثلهم  يعانون نفسيا، حتى بات خيار المعركة العسكرية مستبعدا في قاموس جنرالاته وفق ما اوضحته الخطة التي عرضها قبل يومين رئيس الأركان اريال زامير على رئيس الحكومة ، وكان انسحاب الجيش من غزة على راس الأولوية.

لا شيء حققه الاحتلال رغم ايغاله بقتل وتشريد المدنيين وتحديدا الأطفال والنساء غير خيبة الامل الكبيرة والحصار العالمي شعبيا ، إضافة إلى اسقاط صورة الردع الإسرائيلي في المنطقة وإعادة الاحتلال قرونا للوراء، وحتى لا يجد نفسه في وضع لا يستطيع بعده العودة إلى الخلف او التقاط أنفاسه هاهو الاحتلال  يرضخ ومعه أمريكا التي ما كانت لتستسلم امام فتية مقاتلة ابت الا الصمود وشعب جسور صبر على كل الاوجاع والمصاب. اليوم وبدون سابق انذار يعلن الاحتلال من طرف واحد هدنة إنسانية ويسمح بدخول المساعدات برا وجوا لا لهدف سوى انه لم يعد يملك خيار وقد جرب التجويع كسلاح وسقط امام جبابرة غزة، ومثله الولايات المتحدة التي قررت العودة لمفاوضات السلام بعد انسحابها وقد رت في تقييم مجلس الامن القومي بان الخيار الدبلوماسي الأقرب للحلول في غزة.

قد تكون فاتورة العدوان على غزة وما تعرض له القطاع بطوله وعرضه باهظة ومكلفة إنسانية واقتصاديا ، لكنها  اكدت للعالم بانه ما من سبيل للقوة والطغيان امام الاردة والصمود  واعادت رسم واقع جديد في فلسطين المحتلة  بدا معه الاحتلال وداعميه تحريك أوراق جديد لتخفيف وطأة مستقبلها او على الأقل محاصرتها..

قد تكون الخطوات الأخيرة للاحتلال  بسيطة لكنها تظل مؤشر على انفراجه كبيرة بغزة وقد اصبح الجميع على قناعة باستحالة  تحقيق ما فشل الاحتلال تحقيقه عسريا.

The post انتصار غزة first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا