شبوة: جريمة ضد الطفولة.. اعتقال “طفل” في نصاب يكشف انتهاكات سلطة الانتقالي

المشهد الجنوبي الأول – شبوة

في واقعة تكشف عن فداحة الوضع الأمني في محافظة شبوة التي يسيطر عليها قوات الانتقالي التابع للإمارات تحتجز شرطة مديرية نصاب طفلاً قاصراً يبلغ من العمر 16 عاماً منذ أكثر من عشرين يوماً، كرهينة للضغط على والده.

وهذه الجريمة، التي وصفتها مصادر حقوقية بـ”انتهاك صارخ للقانون وحقوق الطفل”، تضع القيادات الأمنية التابعة للتحالف أمام مسؤولية كبيرة.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى قيام عناصر أمنية تابعة لمدير شرطة نصاب، سالم طالب الكوردي، بمداهمة منزل المواطن مطلوب محمد سالم بهدف اعتقاله.

وعند عدم وجوده، قررت العناصر اعتقال ابنه القاصر، محمد مطلوب محمد سالم، البالغ من العمر 16 عاماً، كبديل لوالده.

وبحسب مصادر مقربة من العائلة، فإن الطفل محمد، الذي كان يستعد للالتحاق بمدرسته، لا يزال محتجزاً دون أي مسوغ قانوني.

وذكرت المصادر أن مدير الشرطة رفض بشكل قاطع أوامر من النيابة والقيادة الأمنية العليا بالإفراج الفوري عن الطفل، ما يؤكد حالة التسيب والبلطجة التي أصبحت سمة لبعض الأجهزة الأمنية في المحافظة.

ويشير المراقبون إلى أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي حلقة جديدة في سلسلة انتهاكات متواصلة تمارسها الفصائل الأمنية التابعة للتحالف في شبوة منذ سيطرة المجلس الانتقالي عليها.

وتشمل هذه الانتهاكات اعتقالات عشوائية، تجاوزات قانونية، وتحويل أجهزة الأمن إلى أدوات للقمع بدلاً من أن تكون درعاً لحماية المواطن.

المنظمات الحقوقية استنكرت بشدة هذا السلوك، مؤكدة أن احتجاز طفل مكان والده يمثل جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، ويعكس حالة انهيار كامل لمنظومة العدالة.

ويبقى مصير الطفل محمد مجهولاً، فيما يرى كثيرون أن صمت وتواطؤ السلطات الموالية للتحالف يكرس هذا الظلم، ويجعل من هذه الحادثة شاهداً على زمن انكسر فيه القانون وانعدم فيه الضمير.