مع تطويقها عسكريا وإحراق شوارعها شعبيا .. من يقف وراء إسقاط عدن؟
أكتوبر 23, 2025
انزلقت عدن مجددًا إلى الفوضى الداخلية مع إطباق أطراف عدة الحصار على أبوابها. لكن ما دوافع إسقاط عدن، ومن الذي يقف وراءها، وما تأثير ما يدور على مستقبل “الانتقالي”؟
خاص – الخبر اليمني:
في الداخل، تتواصل نيران الإطارات التالفة والأشجار الزينية المشتعلة من قِبل غاضبين على انهيار الخدمات، وتتسع أعمدة دخانها لتخيم على مديريات جديدة. فالاحتجاجات التي بدأت في الشيخ عثمان امتدت إلى مديريات أخرى كالمعلا والمنصورة وأخيرًا خور مكسر. وفي الخارج، تتداعى أطراف عدة للانقضاض عليها، وقد أُعيد تحريك فصائل عند أهم بوابتيها الغربية والشرقية.
هذه ليست نتاج حراك طويل، بل أزمة بدأت مطلع الأسبوع الماضي مع قرار السعودية، وبدعم من اللجنة الخماسية، نقل صلاحيات المجلس الرئاسي إلى رئيس الحكومة ومن فوقه سفيري السعودية والإمارات. فعليًا، نجحت السعودية في انتزاع إعلان من الرئاسي في اجتماع بالرياض بنقل الصلاحيات، لكن على الأرض تبدو الأزمة أكثر تعقيدًا مما تتوقعه السعودية ورعاة الحرب الإقليميون والدوليون.
فـ”المجلس الانتقالي” الذي يحتضن ما تُعرف بـ”العاصمة المؤقتة” لم يكن مستعدًا للتنازل عن شبر واحد من إيراداته أو نفوذه، وهو الذي كان قد قطع شوطًا كبيرًا في تحقيق مكاسب على الأرض ضمن إطار ما يعتبرها استعادة الدولة الجنوبية. وقادته لن يتنازلوا عن فلس واحد من الإيرادات الضخمة التي يستحوذون عليها من عدن بالتحديد، والتي تضم أهم موانئ اليمن ومطاراته، إضافة إلى منشآت حيوية كالمصافي والكهرباء.
وقد اتخذ قادة المجلس خيارًا تصعيديًا تجاه التحركات الجديدة لنزع نفوذه، ليبرز ذلك بقرار رئيسه عيدروس الزبيدي زيارة روسيا، بعد اشتراط الأمريكيين توريد العائدات لقاء إنهاء أزمة الكهرباء التي انفجرت بلمح البصر، وبعد ساعات على نقل ملفها للبرنامج السعودي الذي يشرف عليه السفير لدى اليمن محمد آل جابر.
اليوم، ومع استكمال تهيئة الشارع العدني للانقضاض على “الانتقالي”، تُدار خارج أسوار المدينة ترتيبات لإسقاطها. في أبين، البوابة الشرقية، عاد تنظيم القاعدة، الذي كان تلاشى بفعل اتفاق مع التحالف، للضرب بقوة، وقد تبنى توًا استهداف أبرز ألوية “الانتقالي” في مديرية المحفد. وعند البوابة الشمالية الغربية، أُعلن عن تكتل جديد يقوده ألد خصوم “الانتقالي” وأبرز القادة العسكريين الجنوبيين الذين تمكنوا من الحفاظ على قواتهم في ذروة الانتكاسة بعدن، وها هو يستعد، وفق بيانه الأول، لاستهداف التحالف وأتباعه داخل عدن ذاتها.
هذه أزمة مركبة لم يعهدها “الانتقالي” منذ نشأته في العام 2016، وهي معقدة، وقد اجتمعت فيها عناصر إسقاط عدن داخليًا وخارجيًا، ولم يتبقَّ سوى ساعة الصفر لإلقاء المجلس خارج أسوارها. وهي مؤشر على أن السعودية ومن خلفها أمريكا تستعدان فعليًا لتحييد مجلس الإمارات في عدن، سواء بالضغط شعبيًا وعسكريًا، أو بتفعيل فصائلها.
The post مع تطويقها عسكريا وإحراق شوارعها شعبيا .. من يقف وراء إسقاط عدن؟ first appeared on الخبر اليمني.