غزة.. الصورة اليوم
أكتوبر 25, 2025
ما زال آلاف الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، رغم سريان وقف إطلاق النار، حيث يمنعون من العودة إلى منازلهم المدمّرة الواقعة خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”، وهو الخط الذي تموضعت خلفه القوات الإسرائيلية منذ الاعلان عن اتفاق وقف النار في العاشر من تشرين الأول الجاري.
متابعات ـ الخبر اليمني:
في منطقة الزوايدة قرب دير البلح وسط القطاع، يعيش الفلسطيني هاني أبو عمر (42 عامًا) مع أسرته في خيمة متواضعة بعد أن دُمّر منزله الكائن في بيت لاهيا، متميا العودة الى منزله المدمّر لاقامة خيمة عليه.
يقول أبو عمر: “بعد وقف إطلاق النار، كان من الخطير أن نعود إلى منازلنا لأنها تقع خلف الخط الأصفر. بعض الشبان من العائلة خاطروا بحياتهم وذهبوا لتفقّد المكان، فعادوا ليخبرونا أن البيت دُمّر بالكامل، قضيت عمري أعمل وأتعب لبناءه، والآن انتهى كل شيء.”
ويضيف بأسى: “أتمنى أن أعود إلى بيتي ولو لأقيم خيمة أمام بابه المهدّم، الحياة هنا في الخيام لا تُطاق، لا ماء كافٍ، ولا مأوى يحمي من البرد أو الحر، وأطفالنا يعانون أمراض الجلد، والوضع المعيشي صعب للغاية.”
زوجته سناء جهاد أبو عمر (40 عامًا) تشارك زوجها المعاناة ذاتها، وتقول: “الحياة هنا صعبة جدًا، حتى الطبخ أصبح معاناة. كنا نعيش حياة بسيطة لكنها كريمة، أمّا الآن فالاحتلال دمّر كل شيء. الخيام لا تحمينا من البرد ولا من الشمس، وهي لا تصلح لسكن ثمانية أشخاص”.
ويمتد هذا الخط من الشمال إلى الجنوب، مرورا بعدة بلدات وتجمعات سكنية، ويفيد السكان أنهم لا يعرفون بوضوح الحدود الدقيقة للخط الأصفر الذي بدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي بترسيمه من خلال وضع كتل خرسانية صفراء. وتحدث جيش الاحتلال عن عمليات إطلاق نار للقضاء على “تهديدات”، استهدفت عائلات مدنية.
رغم دخول بعض المساعدات وانخفاض أسعار بعض السلع، تشير سناء إلى أن “انعدام الدخل يجعلنا عاجزين عن شراء أي شيء، فحتى لو انخفضت الأسعار لا نملك المال.”
وبينما يأمل النازحون في أن تسمح مراحل لاحقة من اتفاق الهدنة بالعودة إلى مناطقهم، تبقى حياتهم اليومية رهينة خيام لا تقيهم شقاء النزوح ولا برد الانتظار. عاد مئات آلاف الفلسطينيين النازحين بسبب القتال والقصف إلى شمال غزة منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، وجهد معظمهم للعثور على منازلهم وسط الأنقاض.
ويقيم 10% فقط من النازحين داخليا في قطاع غزة في مبان تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وقد حُوّلت إلى مخيمات موقتة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان الخميس نقلا عن تجمع الجهات الفاعلة إنسانيا العاملة في مجال الإيواء في غزة بأن معظم النازحين ما زالوا “في مواقع مكتظة وعشوائية، أُنشئ كثير منها بشكل عفوي في مناطق مفتوحة أو خطرة”.
من جانبه، حض الدفاع المدني في قطاع غزة النازحين الجمعة على “تحصين خيامهم والتأكد من تثبيتها جيدا، وتدعيم الحبال والأوتاد، لا سيما تلك القريبة من شاطئ البحر”، وتجنب اللجوء إلى مبان تعرضت للقصف أو مهددة بالانهيار.
كما دعا النازحين إلى “وضع أغطية بلاستيكية (نايلون) فوق خيامهم لمنع تسرب مياه الأمطار داخلها”، و”إنشاء قنوات حول الخيام لتصريف المياه وتجنب تدفقها”.
وتأتي هذه المعاناة الإنسانية وسط دمار غير مسبوق في قطاع غزة، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الحرب التي استمرت عامين، خلّفت أكثر من 61 مليون طن من الركام، ودمرت نحو 78% من مباني القطاع. وتشير تقارير الأمم المتحدة للبيئة إلى أن ملايين الأطنان من هذا الركام ملوثة بمواد سامة كالأسبستوس والنفايات الصناعية، ما يشكل تهديدًا إضافيًا على السكان العائدين مستقبلاً.
The post غزة.. الصورة اليوم first appeared on الخبر اليمني.