موقع صيني: الحوثيون يقدمون نموذجاً عالمياً في المواجهة مع أمريكا
ديسمبر 9, 2024
نشر موقع “سوهو” الصيني تقريراً جديداً سلّط الضوء على تداعيات المعركة البحرية اليمنية مع أمريكا مؤكّداً أن من سمّاهم “الحوثيين” برزوا بفضل وإصرارهم أنهم استطاعوا عبر رؤية استراتيجية متميزة، ومرونة تكتيكية، وروح مقاومة قوية، أن يكسبوا احترام واهتمام المجتمع الدولي.
متابعات-الخبر اليمني:
كما ويؤكد التقرير أن “الحوثيون” يقدمون نموذجاً عالمياً في المواجهة مع الولايات المتحدة علماً أن الموقع يستخدم هذه التسمية للإشارة إلى الجهود المنظمة للقوات المسلحة اليمنية في صنعاء والفريق الوطني التابع لسلطة المجلس السياسي الأعلى وفيما يلي ترجمة حرفية للتقرير:
في السنوات الأخيرة، وفي خضم التعقيدات الجيوسياسية والعسكرية على الساحة الدولية، برز الحوثيون بفضل صمودهم وإصرارهم كمثال يُحتذى به على المستوى العالمي في مواجهة قوى كبرى مثل الولايات المتحدة. على الرغم من الفجوة الكبيرة في التقنية والتجهيزات العسكرية بينهم وبين القوى العظمى، إلا أنهم استطاعوا عبر رؤية استراتيجية متميزة، ومرونة تكتيكية، وروح مقاومة قوية، أن يكسبوا احترام واهتمام المجتمع الدولي.
رؤية استراتيجية: فهم دقيق للأوضاع:
يدرك الحوثيون أهمية الفهم العميق للأوضاع في مواجهة غير متكافئة. فهم لا يكتفون بمتابعة التغيرات في الساحة السياسية والاقتصادية الدولية، بل يسعون لاستغلال الفرص والتغلب على التحديات. وفي مناطق استراتيجية مثل البحر الأحمر وخليج عدن، نفذ الحوثيون هجمات مدروسة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما جعل مطالبهم ترتبط بقضايا الأمن الإقليمي والعالمي، وأسهم ذلك في تضخيم حضورهم على الساحة الدولية.
تجلى هذا الفهم الاستراتيجي ليس فقط في اختيارهم الدقيق للأهداف والتوقيت، بل أيضاً في قدرتهم على إيصال رسائل سياسية واضحة وإظهار عزيمة المقاومة. وفي عصر المعلومات، أصبحت هذه المهارات أكثر أهمية، مما مكنهم من تحقيق حضور ملحوظ حتى في الحرب الإعلامية.
مرونة تكتيكية: ابتكار أساليب المواجه:
أمام الضغط العسكري الهائل من القوات الأمريكية وغيرها من القوى الكبرى، لم يعتمد الحوثيون على المواجهة المباشرة، بل استخدموا تكتيكات مرنة مستغلين الظروف المحيطة، مثل التضاريس الجغرافية ودعم السكان المحليين. لجأوا إلى تكتيكات حرب العصابات والأنفاق وغيرها، واستفادوا من التكنولوجيا الحديثة لتطوير طائرات مسيّرة وصواريخ بسيطة تناسب مواردهم، مما مكنهم من تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف العدو.
أتاحت هذه المرونة التكتيكية للحوثيين الحفاظ على موقعهم في مواجهة قوى تفوقهم بكثير، بل وتحقيق نجاحات ميدانية غير متوقعة أحياناً. وأصبح هذا النهج الابتكاري نموذجاً ملهمًا للقوى الأصغر والدول التي تواجه تحديات مماثلة.
روح المقاومة: عزيمة لا تلين:
أكثر ما يميز الحوثيين هو إصرارهم وعزيمتهم الصلبة. فعلى الرغم من الهجمات المتواصلة من القوات الأمريكية وحلفائها، لم يختاروا أبداً طريق الاستسلام أو التنازل. إيمانهم بعدالة قضيتهم ورغبتهم في الدفاع عنها بأي ثمن عزز وحدتهم الداخلية، وأطلق طاقات قتالية استثنائية لديهم.
لقد أصبحت روح المقاومة هذه رمزاً للقوى التي تواجه الهيمنة الأمريكية. أثبتت تحركاتهم أن مواجهة أقوى قوة عسكرية في العالم ليست مستحيلة، وأن الإيمان القوي والعمل الشجاع قد يغير مسار أي صراع.
التأثير العالمي: دعوة للتأمل العميق:
إن صعود الحوثيين ومواجهتهم للولايات المتحدة والقوى الكبرى أثار تأثيرات واسعة في الجغرافيا السياسية وأدى إلى إعادة النظر في قضايا مهمة. بدأ العديد من الدول والشعوب في إعادة تقييم دور القوة العسكرية وكيفية حفاظ الدول الضعيفة على مصالحها في ظل النظام العالمي الحالي.
تجربة الحوثيين تؤكد أن الشجاعة والحكمة قد تتفوقان أحياناً على التفوق التكنولوجي. وقدمت نموذجاً ملهمًا للدول والجماعات التي تسعى إلى حماية استقلالها وكرامتها في وجه التحديات الكبرى.
في النهاية، فإن رؤية الحوثيين الاستراتيجية ومرونتهم التكتيكية وروحهم المقاومة لا تقدم فقط درساً عملياً للعالم، بل تترك أثراً عميقاً على مستقبل العلاقات الدولية وترتيبات القوة العسكرية على المدى الطويل.
The post موقع صيني: الحوثيون يقدمون نموذجاً عالمياً في المواجهة مع أمريكا first appeared on الخبر اليمني.