ما وراء الإعلان عن قطع أهم طرق التجارة الرابطة بين الشمال والجنوب؟
مايو 3, 2025
الجنوب اليوم | خاص
بعد أسابيع من نفي أبوظبي تسريبات أمريكية عن تقديمها خطة الحرب في اليمن، بدأت خطة الإمارات تتكشف في الساحل الغربي وفي جبهات التماس الجنوبية. وإن كانت أبوظبي غير مستعجلة على تفجير الأوضاع بِرا، فإنها كما يتضح دشّنت الخطوة الأولى بتنسيق مع أمريكا بتشديد الحصار على صنعاء وضرب كافة الإمدادات التي تصلها.
وبالتزامن مع استهداف الطيران الأمريكي ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة بسلسلة غارات جوية منذ ساعات، أعلنت فصائل مسلحة موالية للإمارات في يافع إغلاق خط الإمداد الرئيسي الرابط بين صنعاء وعدن، ومنعت مرور عشرات الشاحنات القادمة من ميناء عدن جنوبي البلاد إلى البيضاء أو القادمة إليه من المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة الحوثيين، خلافًا لوعود الحكومة الموالية للتحالف باستقبال السفن القادمة إلى موانئ الجنوب، والسماح بنقل الشحنات وتسهيل مرورها إلى صنعاء لتفادي آثار إنسانية على الملايين من المدنيين.
إغلاق طريق يافع-البيضاء اعتبره مراقبون مؤشرًا لمخطط أمريكي يسعى لإحكام الحصار على صنعاء، ويُعد خطوة أولى سوف يليها خطوات لإغلاق طرق أخرى رابطة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، بهدف عزل الشمال عن الجنوب، ومنع أي تبادل تجاري بين المحافظات.
هذا التطور الدراماتيكي، الذي سيعزز انعدام ثقة التجار والمستوردين من أبناء المحافظات الشمالية بحكومة عدن، أرجعته قبائل في بيان صادر عنها إلى قرار لا رجعة عنه، محذرة في بيان صادر منها من استخدام طريق يافع-البيضاء ابتداءً من الرابع من مايو الجاري، دون مبرر واضح يستدعي قطع أهم طرق الإمداد التجارية بين صنعاء وعدن.
فالإعلان عن إغلاق طريق يافع-البيضاء، الذي يعد شريانًا حيويًا للتجارة بين شمال وجنوب البلاد، سيحمل تداعيات اقتصادية وإنسانية جسيمة على سكان المناطق المرتبطة بهذا الخط وفقًا لأكثر من مصدر اقتصادي مطلع. يضاف إلى أن إغلاق الطريق الحيوي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع في المناطق الجنوبية، ويعيق دخول وتبادل السلع والمنتجات، نظرًا لأن هذا الطريق يعد حاليًا من أقصر الطرق وأكثرها أمانًا نسبيًا خلافًا للطرق الأخرى الرابطة بين الشمال والجنوب.