مقارنة صادمة في إدارة الأزمات…. مطار صنعاء يعود للخدمة سريعًا بينما مطار عتق يظل مغلقًا

مايو 13, 2025

الجنوب اليوم | خاص

 

أعلنت حكومة صنعاء اليوم عن استكمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي وإعادته للخدمة بعد تعرضه لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي. وجاء الإعلان بعد فترة قياسية من العمل المكثف لإصلاح البنية التحتية للمطار، مما يجعله جاهزاً لاستئناف الرحلات الجوية.

 

وفي المقابل، لا يزال مطار عتق الدولي في محافظة شبوة، الذي أعلن عن افتتاحه قبل أشهر، ينتظر استقبال أولى رحلاته الجوية. وكانت سلطات الأمر الواقع في المنطقة قد وعدت بتشغيل رحلات أسبوعية من المطار، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير.

 

كما تبقى مطارات أخرى، مثل مطار الريان الدولي في حضرموت ومطار عتق في شبوة، خارج الخدمة رغم مرور سنوات على السيطرة عليها من قبل قوات التحالف. وتشير تقارير محلية إلى أن هذه المطارات قد تحولت إلى قواعد عسكرية ومقرات أمنية، بدلاً من أداء دورها كمنشآت مدنية تخدم حركة النقل الجوي والتنمية الاقتصادية.

 

أما مطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة، فقد تحول بالكامل إلى منشأة عسكرية تحت سيطرة القوات السعودية والبريطانية، مما أفقده وظيفته الأساسية كمنفذ جوي يخدم المواطنين في المنطقة.

 

ويأتي إعادة تأهيل مطار صنعاء في وقت تواصل فيه المطارات الأخرى تحت سيطرة التحالف تعاني من شلل تام في عملياتها، مما يطرح تساؤلات حول المعايير المتبعة في إدارة هذه المنشآت الحيوية وتأثير ذلك على الخدمات المقدمة للمواطنين.

 

في الوقت الذي تمكنت فيه حكومة صنعاء من إثبات كفاءتها في إدارة الأزمات من خلال إعادة تأهيل مطار العاصمة في وقت قياسي، تواصل السلطات التابعة للتحالف في المناطق الواقعة تحت سيطرتها العجز عن تقديم حلول ناجزة لأبسط الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين.

 

فبينما يعود مطار صنعاء الدولي للعمل بكامل طاقته، لا تزال مناطق واسعة تحت سيطرة تلك السلطات تعاني من انهيار خدمات الكهرباء والمياه وانعدام الوقود، ناهيك عن تردي الخدمات الصحية والتعليمية. ويشير مراقبون إلى أن هذا التناقض الصارخ يؤكد فشل الإدارة المحلية في تلك المناطق في معالجة الملفات الخدمية رغم مرور سنوات على سيطرتها، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول جدوى الادعاءات بتحسين الأوضاع المعيشية.

 

ويبرز هذا المشهد الفارق الجوهري في أولويات الحكيمتين؛ فبينما تعمل حكومة صنعاء على إعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية رغم الحصار والعدوان، تكرس السلطات الأخرى جهودها في تعزيز الوجود العسكري والأمني على حساب احتياجات المواطنين الأساسية.

 

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا