اللعبة القذرة في شبوة.. من المستفيد من إراقة الدماء القبلية؟
مايو 15, 2025
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
في تطور خطير يهدد بتفجير الأوضاع الهشة اهتزت منطقة العوشة في مديرية نصاب بمحافظة شبوة على وقع اشتباكات قبلية دامية، مخلفة وراءها جريحاً على الأقل في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الفوضى الأمنية المتكررة التي تعصف بالمحافظة.
تتصاعد أصابع الاتهام بشكل مباشر نحو التحالف السعودي الإماراتي، حيث يرى مراقبون أن ما يجري ليس مجرد صراع قبلي عابر، بل حلقة جديدة في مسلسل ممنهج يهدف إلى زرع بذور الفتنة وتأجيج نار الصراعات الداخلية بين أبناء اليمن.
الهدف؟ إغراق اليمنيين في دوامة من النزاعات الجانبية، وصرف أنظارهم عن الكوارث الحقيقية التي تفتك بحياتهم.
تحت المجهر: يكشف محللون عن أهداف ثلاثية خبيثة تقف خلف هذه السياسة المزعومة:
1. تخدير الوعي: إلهاء اليمنيين بصراعات داخلية طاحنة، بعيداً عن الانهيار الاقتصادي المتعمد والأزمات الإنسانية المتفاقمة التي تحاصرهم.
2. تفتيت الهوية: تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وإضعاف وحدته وتماسكه، لضمان استمرار الهيمنة الخارجية على مقدرات البلاد.
3. نهب الثروات: تسهيل عملية السطو على خيرات البلاد، وخاصة في المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط والغاز كشبوة، تحت غطاء الفوضى والصراعات.
في ظل غياب مريب لدور فاعل من السلطات المحلية المدعومة من التحالف لاحتواء هذه النيران المشتعلة، بل ووسط اتهامات محلية بتورط بعضها في صب الزيت على النار، تتفاقم الكارثة الإنسانية.
المواطنون، الذين يئنون تحت وطأة تدهور الخدمات الأساسية وانهيار القطاع الصحي وارتفاع الأسعار الجنوني، يجدون أنفسهم وقوداً لحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
في الوقت الذي تستمر فيه قوى التحالف في نهب ثروات اليمن النفطية والغازية تحت ذرائع واهية، يواجه اليمن شبح واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على وجه الأرض، بشهادة الأمم المتحدة.
وتؤكد التقارير أن هذه الصراعات المصطنعة ليست سوى أدوات قذرة تخدم أجندات خارجية لا ترى في اليمن إلا أرضاً ضعيفة ومنقسمة، كنزاً ثميناً يسهل استنزافه تحت ستار ما يسمى بـ “الشرعية الدولية”.