تقرير| أمريكا تُغادر ساحة اليمن مثقلة بالفشل.. وصنعاء لا تتراجع عن نصرة فلسطين
مايو 28, 2025
سلط تقرير نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، الضوء عن التحول اللافت في السياسية الأمريكية تجاه صنعاء بعد أشهر من التصعيد العسكري الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد اليمن. حيث اعتبر إعلان ترامب المفاجئ عن وقف الضرب على اليمن لا يُعتبر نصرًا دبلوماسي بل انسحابًا اضطراريًا بعد فشل عسكري ذريع.
متابعات-الخبر اليمني:
ويأتي في التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية، تحت عنوان “الحوثيون صمدوا، وترامب تراجع..”، إن الرئيس الأميركي امتدح الحوثيين، في قوله أنهم أظهروا “قدرة عظيمة على تحمّل العقاب”، رغم أن قواته الجوية كانت منهمكة لتوها في قصف مواقعهم ضمن عملية “رايدر الخشن”، لكن النتيجة كانت قاسية: سبع طائرات أميركية مسيّرة أُسقطت، مقاتلتان فقدتا، وأكثر من مليار دولار تبخرت دون تحقيق أي إنجاز استراتيجي.
وأشارت إلى أن ترامب يقدم وقف إطلاق النار على أنه قرار نابع من القوة، لكنه في الواقع يمثل تراجعًا تكتيكيًا عن حملة لم تحقق أهدافها. وأن صفقة الهدنة، التي جاءت بوساطة عمانية، تمثّل استراحة مؤقتة في حرب لم تنتهِ، وتطرح أسئلة جديدة حول مدى التزام واشنطن تجاه حلفائها في المنطقة، لا سيما إسرائيل.
ولفتت إلى أن الاتفاق الأميركي مع صنعاء لا يشمل إسرائيل، التي تلقّت خلال الأيام التي سبقت الإعلان ضربات صاروخية وصلت إلى مشارف مطار بن غوريون. ومع أن الاحتلال ردّ بقصف مطار صنعاء، إلى أن ذلك لم يؤثر على تصميم صنعاء الذي أعلنت مواصلة هجماتها “تضامنًا مع فلسطين”، في تحدٍ واضحٍ لكل محاولات ردعهم.
وأوضحت الصحيفة بأن القرار الأميركي، لم يأتِ بعد تشاور مع تل أبيب، ما فتح أبواب الاتهامات بالخيانة من داخل دوائر كيان الاحتلال.
وقالت إن المعادلة الجديدة تتمحور حول أن حلفاء واشنطن، بمن فيهم إسرائيل والسعودية والإمارات، باتوا في مرمى المفاجآت الأميركية متى اقتضت مصلحة “أمريكا أولاً”، مشيرةً إلى أن سلطات صنعاء قد حذرت منها في رسالة واضحة نشروها قبيل جولة ترامب الخليجية الأخيرة، قائلين إن “أمريكا التي تخلت عن الشاه، ستتخلى عن إسرائيل وحلفائها”.
وأشارت إلى أن هذه التهدئة لا تعني السلام، بل تعكس شعورًا عامًا بالإرهاق. فالولايات المتحدة لم تحقّق أي أهداف عسكرية ملموسة، بينما صنعاء خرجت بصورة المنتصر الصامد أمام أقوى قوة في العالم، دون أن يتراجع عن معركتها ضد الاحتلال، وهو ما يُعتبر بحد ذاته نصرًا دعائيًا كبيرًا لهم.
وأكدت على أن هذه اللحظة قد لا تدوم طويلًا، فالاتفاق ليس وقفًا شاملًا لإطلاق النار، بل ترتيبات تكتيكية قابلة للانهيار في أي لحظة، فالحوثيون أعلنوا بوضوح أنهم يحتفظون بحق استئناف الهجمات متى شاؤوا، وقد بدأوا فعليًا بتكثيف ضرباتهم تجاه الاحتلال، مما يضع هذا الاتفاق الهش تحت تهديد دائم.
The post تقرير| أمريكا تُغادر ساحة اليمن مثقلة بالفشل.. وصنعاء لا تتراجع عن نصرة فلسطين first appeared on الخبر اليمني.