ما إمكانية اتساع رقعة الازمة بين الاحتلال والسعودية في ضوء التراشق الأخير ؟
يونيو 1, 2025
لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، يصف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ، ما يتعرض له سكان القطاع بـ”الإبادة”، لكن هذا المصطلح الذي ظل غائبا عن السن القادة السعوديين جاء في توقيت حساس تحولت فيه العلاقة مع الاحتلال إلى تصادم فما جذور الخلافات بين الطرفين وإمكانية اتساعها؟
خاص – الخبر اليمني:
خلال مؤتمر صحفي لما تعرف باللجنة العربية التي تقودها السعودية شن وزير الخارجية بن فرحان هجوم غر مسبوق على الاحتلال متهما إياه بالتطرف وعدم الرغبة بالسلام في إشارة إلى عروض التطبيع السعودية. هذا المؤتمر جاء بعد تصعيد إسرائيلي ضد السعودية التي كانت تتماهى مع التصعيد الاحتلال الأخير في غزة بل وخصصت جسر بري لإنقاذه من مأزق الحصار اليمني في البحر الأحمر وخاضت صراع مع دول خليجية وعربية خلال القمة العربية – الإسلامية في الرياض اقترحت وقف العلاقات مع الاحتلال ومنع استخدام القواعد الامريكية في المنطقة لنقل الأسلحة اليه.
من بين ما لفت الانتباه في حديث المسؤول السعودية عبارة “الإبادة” التي أوردها لأول مرة مع ان ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة اقترب حاليا من نحو مئتي الف شهيد وجريح، وهذا اللفظ لا يعكس صحوة ضمير سعودية في ضوء ما تتعرض له غزة ولم يتم اعتاقها بريال واحد من اصل تريليون دولار سلمت للرئيس الأمريكي ، بل ردة فعل سعودي على كسر الاحتلال لكبريائها ومسح بكرامة قاداتها الذي يحاولون سويق الوهم للشعوب العربية عبر التطبيع الأرض.
في غضون يومين وجه الاحتلال صفعات متتالية للسعودية، بدأها بمنع وفد يقوده بن فرحان لزيارة رام الله للقاء السلطة الفلسطينية الموالية للاحتلال أصلا، وواصل رسائله بمنع حافلة حجاج فلسطينية من العبور مع انها تنفذ مبادرة للعاهل السعودي، والاهم التصعيد العسكري في سوريا مع زيارة الوزير السعودية لدمشق بعد ان كان الاحتلال اوقفها وهي رسالة بان تل ابيب لن تسمح للرياض بالتمدد.
فعليا، لا تبدو الخلافات عميقة بين الاحتلال والسعودية في ضوء مسار التطبيع الذي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ فترته السابقة والتي وصلت حد التدريبات المشتركة ، لكن ثمة تباين واضح في مسألة التطبيع السعودية – الإسرائيلية، فالرياض تحاول انتزاع حل دولتين تكون الفلسطينية فيها خاضعة للسيادة الإسرائيلية أصلا وذلك لإقناع العالمين العربي والإسلامي بصوابيه قرارها التطبيع مع الاحتلال وتلافي ردود أفعال غاضبة ، بينما الاحتلال الذي لا يرى في السعودي سوى أملاك خاصة له سيستعيدها سلما او حربا غير مستعد لمنح القادة السعوديين اي شرف وانما يسعى لانتزاع تطبيع على غرر بقية الدول العربية التي أصبحت أصلا خاضعة لسياسة الموساد.
طفح هذه التباينات للعلن جاء مع محاولة السعودية التشبث بتوجهات غربية غاضبة من جرائم الاحتلال وابرزها مؤتمر باريس المتوقع اعلان خلاله اعتراف اوربي بالدولة الفلسطينية وهي خطوة تثير قلق الاحتلال الذي ما يزال يسوق دعايته لاحتلال بقية الأراضي الفلسطينية وأجزاء من دول عربية بمن فيها السعودية.
قد يكون التصادم السعودي – الإسرائيلي في ذروته حاليا، لكن المؤكد انه لن يتجاوز حدود التراشق الإعلامي وق تقدم الرياض في نهاية المطاف تنازلا للاحتلال فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية كما عهدت من قبل فحتي الحديث عن جرائم الإبادة بغزة والتصعيد بالضفة لم تدلي به السعودية الا من بوابة اللجنة العربية – الإسلامية.
The post ما إمكانية اتساع رقعة الازمة بين الاحتلال والسعودية في ضوء التراشق الأخير ؟ first appeared on الخبر اليمني.