انتصار إيراني – امريكي على نتنياهو
يونيو 24, 2025
مع دخول اتفاق وقف الحرب بين ايران واسرائيلي حيز التنفيذ، يتسأل الكثيرين حول المنتصر في المعركة التي استمرت لـ12 يوما ، فمن الطرف التي حسمها ؟
خاص – الخبر اليمني:
نهاية الأسبوع قبل الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوان واسع على ايران وبشكل مفاجئ .. كان الهدف الأول نسف المفاوضات الإيرانية – الامريكية التي كانت على وشك الاقتراب من اتفاق مع ترتيب الجولة السادسة من المفاوضات في سلطنة عمان.
ومع أن نتنياهو حاول صياغة شعارات دحضتها دول كبرى كروسيا بشان سعي ايران لامتلاك سلاح نووي ومحاولته تخويف الغرب من الصواريخ البالستية الإيرانية لتبرير هجومه، الا انه صعد سقف طموحه لجر أمريكا للانخراط بالحرب.
كان يعتقد ان الأمريكيين سينخرطون بسرعة وبما يقي كيانه ويلات الرد الإيراني ، لكن إدارة ترامب تعمدت تمديد الأمر لأسابيع وتركت الاحتلال يكتوي بنيران الصواريخ الإيرانية التي تساقطت عليها تباعا كالشهب واشعلت مدنه من الشمال حتى الجنوب، حتى وصل الأمر بنتنياهو الذي كان يستعرض في كل مرة لاستعطاف أمريكا للتدخل تارة بنشر مشاهد الدمار في تل ابيب وأخرى بالصلاة لأجل إسرائيل وفي ثالثة باستعراض نفاد مخزونه الاحتياطي.
لم يكن ترامب ليتدخل في وقف الحرب مع ايران لو لم يكون يدرك بان الاحتلال قاب قوسين من السقوط وان نتنياهو بات مرهفا لدرجة البكاء من الواقع الذي فرضته ايران عبر عملية الوعد الصادق 3 ، وحتى التدخل الأمريكي كان محدودا اذ سبقته إدارة ترامب بإبلاغ ايران بنيتها تنفيذ ضربة محدودة في مفاعل فوردو الذي كانت ايران اخلته أصلا.
وبغض النظر عن الهجوم الأمريكي ، والذي ردت عليه ايران بضرب قاعدة العديد في قطر، تشير المعطيات بان الضربة الامريكية كانت لقطع الطريق على الاحتلال في محاولته جر أمريكا لحرب استنزاف طويلة الأمد وإعادة ضبط التهدئة.
بالنسبة لإيران وكما يقول مسؤوليها بأنها لم ترد الحرب ولم تبداها ، وظلت القيادات تربط وقف الهجمات على الاحتلال بمدى وقفه العدوان، لكن الامر وقد تم فهي الان تبدو الطرف المنتصر بالمعادلة ، فهي من ناحية استعادة قدرة الردع ليس في وجه الاحتلال بل أيضا حلفائه في المنطقة والعالم، ومنعت الانزلاق نحو مواجهات أطول ستكون تبعاتها اقتصاديا وانسانيا كارثيا والاهم يتمثل في انها تعيد ترتيب صفوفها امنيا وشعبيا بعد ان خطط الأعداء لنشر الفوضى عبر ما يصفوه اسقاط النظام وزرع خلايا العملاء بشكل غير مسبوق.
قد يكون نتنياهو بداء الحرب وقد تكون قواته شنت هجمات مركبة سواء فيما يتعلق بالاغتيالات او استهداف المنشات ، لكنه بكل تأكيد فشل في تحقيق اهم أهدافه وابرزها جر أمريكا لحرب طويلة الأمد مع ايران وحتى تدمير البرنامج النووي في ظل التقارير الامريكية عن انه بكامل عافيته إضافة إلى البرنامج الصاروخي الذي لا تزال قدراته تمخر عباب أجواء الاحتلال وتستهدف قياداته حتى داخل الغرف المحصنة ، والشيء الوحيد الذي خرج به نتنياهو من هذه الحرب جرعة جديدة من الذل والادراك بان قدراته اصغر من ان تواجه دولة بحجم فارس وان تم دعمه بكافة القدرات الامريكية والغربية.
The post انتصار إيراني – امريكي على نتنياهو first appeared on الخبر اليمني.