أبناء الجنوب وقوداً للحرب.. كيف يحولهم التحالف إلى “رحلة موت” في كتاف؟”

يوليو 3, 2025

الجنوب اليوم | خاص

 

في مشهد مأساوي يعكس أبشع صور استغلال الإنسان، يعيش أكثر من 120 شاباً من أبناء أبين (مودية، الوضيع، لودر) وضعاً إنسانياً كارثياً داخل محور كتاف-نجران، بعد أن تم خداعهم بوعود زائفة بالتوظيف والتسجيل الرسمي، ليجدوا أنفسهم فريسة لآلة حرب لا تعرف الرحمة. هؤلاء الشباب، الذين جندتهم قيادة المحور (رداد الهاشمي) خلال شهر رمضان الماضي، تحولوا بين ليلة وضحاها من باحثين عن لقمة العيش إلى وقود للحرب، بعد أن أسقطت القيادة أسماء 70 منهم من كشوفات الرواتب دون سابق إنذار، تاركة إياهم في مواجهة خيارين قاسيين: إما الذهاب إلى الجبهات أو السجن.

 

المأساة تكشف عن نظام فساد ممنهج تقوده قيادات المحور، حيث يقوم الضباط بتسجيل أسماء وهمية أو شباب محتاجين، ثم يجبرونهم على توقيع كشوفات رواتب وهمية، ليحصل الضباط على نصف رواتب الجنود (6000 ريال من أصل 12000)، بينما يرمى بالجنود إلى ساحات القتال دون تدريب كاف أو تجهيز مناسب. وعندما حاول بعض الجنود الاعتراض أو المغادرة، واجهوا تهديدات بالسلاح، حيث أحاطت بهم المدرعات وتعرضوا للترهيب، فيما تم نقل بعضهم قسراً إلى الجبهات الأمامية.

 

هذه الممارسات ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من سياسة استنزاف ممنهجة يتبعها التحالف ضد أبناء الجنوب، حيث يتم استغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لتحويل الشباب اليمني إلى مجرد أدوات في حروب بالوكالة. إنها محاولة واضحة لإفراغ المحافظات الجنوبية من طاقاتها الشبابية، وتحويلها إلى ساحات لتصفية الحسابات الإقليمية.

 

أهالي الضحايا يوجهون صرخة استغاثة إلى الضمير العالمي والمنظمات الحقوقية، مطالبين بالتحرك العاجل لإنقاذ أبنائهم من هذه الآلة الجائعة التي تطحن البشر دون رحمة. فهل من مستجيب لنداء هؤلاء الشباب الذين لم يختاروا هذه الحرب، ولم يكن ذنبهم سوى البحث عن لقمة عيش كريمة في وطن مزقته الصراعات؟

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا