أوّل تعليق للشرع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.. هذا ما قرّره!

يوليو 17, 2025

حذّر رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، فجر اليوم الخميس، من مخطط الكيان الإسرائيلي لتقسيم البلاد، مشيرا الى أنّ سلطته قدّمت مصلحة السوريين، على الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي” على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها”.

متابعات-الخبر اليمني: 

و ألقى الرئيس أحمد الشرع كلمة حول تطورات الأوضاع في السويداء واعتداءات الكيان الإسرائيلي، ندد فيها بلجوء الكيان الإسرائيلي إلى استهداف للمنشآت المدنية والحكومية، و اعتبر أنّ هذا العدوان، كاد أن يغرق المنطقة بأسرها في “مصير مجهول، لولا التدخل الفعّال للوساطة الأميركية والعربية والتركية.

و أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، أنّه قرّر تكليف فصائل محليّة ورجال دين دروز “مسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء” الواقعة في جنوب البلاد، متعهّدا محاسبة من تجاوز وأساء للأهالي الدروز.

في كلمته، قال الشرع ” لقد خرج شعبنا في ثورة من أجل نيل حريته، فانتصر فيها وقدم تضحيات جسيمة، ولا يزال هذا الشعب على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسها أي تهديد”.

و أشار الشرع الى أنّ الكيان الإسرائيلي ” الذي عوّدنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض”.

و أكّد الشرع، أنّ هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كلّ الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كلّ انفصال وتقسيم.

و اعتبر الشرع أنّ ” امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أنّ الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، قد تكون قادراً على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها”. وقال ” فنحن أبناء هذه الأرض، والأقدر على تجاوز كلّ محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتنٍ مفتعلة”.

و أوضح الشرع أنّ أبناءَ سوريا يعرفون جيداً من يحاول جرّنا إلى الحرب، ومن يسعى إلى تقسيمنا، ولن نعطيهم الفرصة بأن يورّطوا شعبنا في حرب يرغبون في إشعالها على أرضنا، حرب لا هدف لها سوى تفتيت وطننا وتشتيت جهودنا نحو الفوضى والدمار، فسوريا ليست ساحة تجارب للمؤامرات الخارجية، ولا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين على حساب أطفالنا ونسائنا”.

و اكّد الشرع، أنّ الدولة السورية هي دولة الجميع، وهي كرامة الوطن وعزته، وهي حلم كلّ سوري في أن يرى وطنه يعيد بناء نفسه من جديد، من خلال هذه الدولة، نتّحد جميعاً دون تفرقة، من أجل اعادة لسوريا هيبتها، ووضعها في مقدمة الأمم التي تعيش في أمن واستقرار.

و اعتبر الشرع، أنّ بناء سوريا جديدة يتطلب من الجميع الالتفاف حول الدولة، والالتزام بمبادئها، ووضع مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبارٍ فردي أو مصلحةٍ محدودة. وقال ” إنّ ما نحتاجه اليوم هو أن نكون جميعاً شركاء في هذا البناء، وأن نعمل يداً بيد لنتجاوز جميع التحديات التي تواجهنا”.

وشدد الشرع على أنّ “الوحدة هي سلاحنا، والعمل الجاد هو طريقنا، وإرادتنا الصلبة هي الأساس الذي سنبني عليه هذا المستقبل الزاهر”.

و خص الشرع في كلمته الأهالي الدروز ، مؤكدا أنّهم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، و نّ سوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها.

و قال في هذا السياق: ” نؤكد لكم أن حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، وأننا نرفض أي مسعىً يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسامٍ داخل صفوفنا، إننا جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة كانت أن تشوّه هذه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها”.

وقال الشرع :” لقد تدخلت الدولة السورية بكلّ مؤسساتها وقياداتها، وبكلّ إرادة وعزم، من أجل وقف ما جرى في السويداء من قتالٍ داخلي بين مجموعات مسلحة من السويداء، ومن حولهم من مناطق، إثر خلافات قديمة، وبدلاً من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن، وقادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن”.

و أكّد الشرع أنّ ” جهود الدولة نجحت في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية، وهنا لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير، ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق، لولا تدخل فعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول”.

و أوضح الشرع: “لقد كنا بين خيارين، الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل الكرام”.

و قال الشرع: “لسنا ممّن يخشى الحرب، ونحن الذين قضينا أعمارنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا قدّمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، فكان الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه، بناء على المصلحة الوطنية العليا.

و كشف الشرع أنّه تمّ ” تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدين أن هذا القرار نابع من إدراكنا العميق لخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرّها بعيداً عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة وإبعادها عن المصاعب السياسية والاقتصادية التي خلّفها النظام البائد.

و ختم الرئيس الشرع كلمته بالقول: إننا حريصون على محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز، فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء، ونؤكد أن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها وسلامة أهلنا، والعمل على تأمين مستقبل أبنائهم، بعيداً عن أي مخاطر قد تقوض مسار النهوض والتعافي، الذي نخوضه بعد تحرير بلادنا.

The post أوّل تعليق للشرع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.. هذا ما قرّره! first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا