الشيوخ الأمريكي يقر زيادة خاصة في موازنة الدفاع لتعويض الذخائر عقب استنزافها في البحر الأحمر

أغسطس 2, 2025

أقرت لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع الإنفاق الدفاعي لعام 2026 بأغلبية 26 مقابل 3 وبسقف يقارب 852 مليار دولار، مع زيادةٍ خاصة قدرها 7.3 مليارات دولار لحسابات الذخائر: 5.2 مليارات لشراء دفعات إضافية عبر الخدمات، و2.1 مليار لتوسيع القدرة الصناعية بما في ذلك خطوط إنتاج الصواريخ الدفاعية. وقد جرى ربط هذه الزيادة مباشرةً بدروس معركة الاستنزاف في البحر الأحمر وتعقيدات التصدي لهجمات القوات المسلحة اليمنية.

متابعة خاصة-الخبر اليمني:
 
قال السيناتور ميتش ماكونيل، رئيس اللجنة الفرعية للدفاع: «تُظهر العمليات الأخيرة في الشرق الأوسط مدى سرعة استنفاد الحرب الحديثة لترسانتنا من الذخائر الحيوية». فيما شدّد السيناتور كريس كونز، كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية، على أن «التجارب الأخيرة—مثل الحملة ضد القوات اليمنية في البحر الأحمر—تُظهر مدى السرعة التي نستهلك بها الذخائر المتقدمة». هذه المرافعات جاءت متزامنةً مع مقالةٍ مشتركة لماكونيل وكونز عن ضرورة توسيع إنتاج الذخائر وتجاوز التمويل المؤقت.
 
 

مؤشرات الاستنزاف: من البحر الأحمر إلى المخازن

 
واجهت البحرية الأمريكية خلال 2024–2025 واحداً من أكثر الاشتباكات البحرية كثافةً منذ عقود، ما فرض استهلاكاً كبيراً للصواريخ الاعتراضية.
ونبّه قادة في البحرية والكونغرس إلى ضغوطٍ على سلسلة توريد الذخائر وضرورة توسيع القاعدة الصناعية.
 
 
نجاح يمني في فرض كلفة عالية
على الصعيد العملياتي، أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف القصف في 6 مايو/أيار بعد وساطةٍ عُمانية، فيما واصلت القوات المسلحة اليمنية إظهار قدرةٍ على إبقاء الكلفة على واشنطن مرتفعة، رغم التفوق التقني الأمريكي. وأقرّت تقارير أمريكية بفقدان حاملة الطائرات «هاري إس. ترومان» ثلاث طائرات F/A-18 خلال الانتشار، بينها حادثة سقوط مقاتلةٍ في البحر أثناء مناورةٍ لتفادي نيرانٍ معادية—وهي وقائع قوّضت سردية «الكلفة المنخفضة» للعمليات الجوية.
 
في ذات السياق قدّمت صحيفة «كالكاليست» الإسرائيلية (عمود «الكَبْرَنيت» – 1 أغسطس/آب) روايةً تحليلية اعتمدت على مصادرٍ أمنية وعسكرية تتناول ليلةً فاصلة في أواخر أبريل، خلصت—حسب الصحيفة—إلى ما يلي:
 
إن الشرق الأوسط شهد «معارك مفاجئة وانتصارات غير متوقعة» حيث تمكن «مقاتلون يمنيون حفاة» من إحراج قوةٍ عظمى.
 
إن واشنطن ادعت أن وقف القصف جاء بعد «استسلام» الطرف اليمني، لكن خلف الكواليس كانت هناك أسباب أخرى؛ منها صواريخ يمنية قاتلة قد تُحدث «كارثة دعائية» لواشنطن ورئيسها.
 
«مجرد اقتراب صاروخ يمني واحد» من هدفه كان كفيلاً بدق ناقوس الخطر في البنتاغون والبيت الأبيض؛ ووفق التقرير، اقترب أحد الصواريخ من اختراق طبقات الدفاع البحري.
 
في إحدى الليالي، بدأت حاملة الطائرات «ترومان» بمناوراتٍ تفاديٍ قصوى؛ وتزامن ذلك مع حادثةِ سقوط مقاتلة F-18 من السطح إلى البحر—وهو ما أكدته لاحقاً مصادر أمريكية كحادثٍ خلال مناورةٍ لتجنّب نيرانٍ معادية.
 
خلُصت الرسالة داخل دوائر القرار—بحسب الصحيفة—إلى أن ضربةً ناجحة واحدة ضد مدمرةٍ أو إضراراً بحاملة طائرات ستُشكّل كارثةً معنوية واستراتيجية، ما رجّح كفة وقف القصف.
 
 
 
لماذا يهم ذلك؟
الكلفة غير المتكافئة: أظهرت المواجهة أن وسائل هجومية منخفضة الكلفة يمكنها فرض استنزافٍ مالي ولوجستي على قوةٍ كبرى تعتمد اعتراضاتٍ باهظة الثمن. وهو ما يفسّر دفعة الـ7.3 مليارات دولار لتجديد الذخائر وتوسيع الإنتاج.
 
 
ردعٌ يمني بالاقتراب لا بالإصابة: حتى مع إعلان البحرية الأمريكية أنها اعترضت جميع الهجمات على سفنها، فإن الاقتراب المتكرر من إحداث ضررٍ كبير كان كافياً لفرض حسابات ردع جديدة.
 
 
 
 
الخلاصة
نجحت القوات المسلحة اليمنية في رفع كلفة الحملة الأمريكية في البحر الأحمر، إلى حدّ دفع الكونغرس إلى إعادة تمويلٍ ضخم للذخائر وتوسيع الصناعة الدفاعية. وعلى الرغم من تفوق واشنطن التقني واعتراضها الهجمات، فإن هوامش الخطأ في بيئةٍ صاروخية ودُرونية كثيفة جعلت ضربةً واحدة محتملة كافيةً لتغيير قرارٍ رئاسي—كما تُجادل «كالكاليست»—ولتجعل من البحر الأحمر درساً قاسياً في معادلة الردع غير المتكافئ.

The post الشيوخ الأمريكي يقر زيادة خاصة في موازنة الدفاع لتعويض الذخائر عقب استنزافها في البحر الأحمر first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا