تفاصيل خاصة تَكشف لأول مرة جانباً من خطط وتكتيكات عمل “الموساد” والـ “سي آي إي” في اليمن

أغسطس 4, 2025

تحليلات ومتابعات خاصة-الخبر اليمني:

منذ دخول صنعاء بشكل مباشر في المواجهة مع العدو الإسرائيلي دعمًا لغزة صعّدت الولايات المتحدة وإسرائيل من أنشطتهما الاستخباراتية تجاه اليمن في محاولة لتعويض الفراغ المعلوماتي حول طبيعة السلطة والتحركات العسكرية في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى.

ومع ضعف شبكات التجسس التقليدية للأعداء ويقظة الأجهزة الأمنية الوطنية لجأت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى “الحرب السيبرانية” و”التجنيد الإلكتروني” عبر حملات معقدة تستهدف ناشطين وصحفيين ومواطنين يمنيين وأجانب مستخدمة وسائل تضليل وواجهات مزيفة.

هذا التقرير يكشف أبعاد هذه الحرب الخفية وأساليب التجسس التي استخدمت والردع اليمني الذي أفشل عشرات الشبكات الاستخباراتية في مختلف المحافظات الحرّة استناداً إلى بعض المعلومات التي أوردها موقع “ذا كريدل” مؤخّراً.

اليمن في صدارة الاهتمام الاستخباراتي الأمريكي الإسرائيلية:

خلال الأيام القليلة الماضية كشف تقرير نشره موقع “ذا كريدل” عن تركيز عملياتي استخباراتي تقوده الولايات المتحدة و”إسرائيل” لتعويض الفجوة الكبيرة في المعلومات الاستخباراتية حول صنعاء بعد تحول اليمن إلى تهديد عسكري واستراتيجي مباشر عقب عمليات الإسناد اليمنية الداعمة لغزة.

ويستعرض التقرير شهادات يمنيين عن تلقى مئات الصحفيين والناشطين اتصالات مشبوهة ودعوات لمحاورات مكتوبة بصيغ خادعة بعضها انتحل هويات فلسطينيين في محاولة لاختراق البنية الأمنية والإعلامية للداخل اليمني.

تقرير “كرايدل” أوضح أن هذه الجهود التجسسية تصاعدت بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وهو التاريخ الذي غير طبيعة الاشتباك الإقليمي وجعل اليمن أولوية لدى الموساد ووحدة أمان ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه.

دأب إسرائيلية لاختراق جبهة اليمن استخباراتياً:

ينقل تقرير الموقع عن “إيال بينكو” المسؤول الدفاعي الإسرائيلي السابق والباحث في مركز “بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية” تأكيده بأن لدى “إسرائيل” معلومات استخباراتية معمقة حول إيران وحزب الله وحماس لكن اليمن يشكل حالة استثنائية لا تشبه ما سبق.

وفقاً للمسؤول الإسرائيلي فإنه وحتى ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣ لم تكن أجهزة مثل “الموساد” أو “أمان” قد أدرجت اليمن ضمن نطاق أولوياتها لكن بعد تكثيف الضربات البحرية وانكشاف هشاشة المنظومة الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر انقلب الموقف وأصبح الانفتاح الاستخباراتي على اليمن بندًا رئيسيًا على أجندة الحرب وأولوية ملحة.

هكذا يتم التجنيد:

في ظل هذا الفراغ لجأت واشنطن وتل أبيب إلى تعويض النقص عبر حملات تجسس إلكترونية واسعة تستهدف اليمنيين داخل البلاد وخارجها.

يؤكد مصدر أمني للموقع أن الجهد التجنيدي بدأ بالبحث عن يمنيين يهود يجيدون اللهجة الصنعانية واللهجات المحلية لاستخدامهم كوسطاء في جمع المعلومات كما اعتمدت هذه الحملات على إعلانات رقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعرض مكافآت مالية تصل إلى مليون دولار مقابل معلومات عن قيادات في حركة أنصار الله أو مواقع بحرية ومنشآت عسكرية وقد صدرت هذه الإعلانات من حسابات مشبوهة مرتبطة بالموساد وأخرى تابعة لجهات أمريكية رسمية كوزارة الخزانة أو السفارة الأمريكية تحت غطاء حماية الملاحة وضمان أمن البحر الأحمر.

جواسيس المنظمات وشيفرات تحديد الأهداف:

يؤكّد “كريدل” نقلاً عن مصدر خاص أن الهدف الرئيسي لهذه الحملات هو الحصول على معلومات تفصيلية حول القوة البحرية التابعة لصنعاء والأنشطة المرتبطة بالجبهة البحرية.

يكشف الموقع أن بعض الجواسيس المعتقلين تلقوا تدريبات خاصة في دول أوروبية قبل أن يعودوا إلى اليمن تحت غطاء منظمات دولية أو إعلامية أو إنسانية ما أتاح لهم التحرك بحرية وتنفيذ مهام متقدمة في الرصد والمراقبة.

هذه المهام تضمنت المهام مراقبة المواقع العسكرية وجمع معلومات دقيقة عن نوعية الأسلحة والمعدات وتحديد الإحداثيات باستخدام أجهزة تشفير إضافة إلى تنفيذ عمليات تخريب واغتيال عبر برمجيات تجسس متقدمة

الرسائل المزيفة والاستهداف الإعلامي:

تَتّبع هذه الحملات الإلكترونية نمطًا مكررًا حيث أفاد يمنيون بتلقي رسائل من أرقام أجنبية تحمل رموزًا إسرائيلية أو أوروبية تعرض فرصًا مغرية للعمل في الإعلام أو منظمات دولية وغالبًا ما تنتحل هذه الرسائل صفة أكاديميين أو صحفيين دوليين وتستشهد بأسماء يمنية محلية لبناء الثقة ثم تطلب معلومات تفصيلية حول مواقع عسكرية وأمنية دقيقة وفي إحدى القضايا السرية التي راجعها موقع “ذا كريدل” طُلب من صحفيين جمع معلومات موسعة عن ميدان السبعين في صنعاء تشمل عدد نقاط التفتيش واستخدامات المباني المحيطة والبنية التحتية للاتصالات.

ردع أمني صارم: 

وعلى مستوى الرد اليمني أعلنت سلطات صنعاء أنه تم بين عام ٢٠١٥ ومارس ٢٠٢٤ تفكيك أكثر من ١٧٨٢ خلية تجسس واعتقال ٢٥٦٦٥ متعاونًا مع أجهزة أجنبية وفي مايو ٢٠٢٤ تم تفكيك ما يعرف بـ”الوحدة ٤٠٠” وهي واحدة من أخطر الشبكات التجسسية الأمريكية الإسرائيلية التي كانت تنشط على الساحل الغربي بهدف اختراق الدفاعات وتحديد أهداف استراتيجية.

وفي يناير ٢٠٢٥ أعلنت صنعاء ضبط شبكة تجسس تعمل لصالح الاستخبارات البريطانية والسعودية كانت تنشط في محاولة لتقويض الدعم الشعبي اليمني لغزة كما كشفت السلطات عن خلية تتبع للموساد و”سي آي إيه” كانت تتعقب منشآت الطائرات المسيّرة ضمن جهد مستمر لاستهداف البنية التصنيعية الدفاعية.

The post تفاصيل خاصة تَكشف لأول مرة جانباً من خطط وتكتيكات عمل “الموساد” والـ “سي آي إي” في اليمن first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا