كيف عرت أمريكا الوضع في مناطق سيطرة فصائلها باليمن ؟

بمجرد اعلان تراجع قسري للعملة، بقرار امريكي، استفحلت الفوضى في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق وغرب اليمن، وكان كل مدينة  دولة بحد ذاتها، فكيف بدأ المشهد مع تواصل اليوم الثالث من الفوضى؟

خاص – الخبر اليمني :

في مأرب، اقصى شرق اليمن، سارع البنك المركزي هناك لإعلان  قرار يتعلق   بتمويل التجار في المدينة من العملات الأجنبية ، مع ان القرار  لم يتخذ بعد في عدن ، حيث  المقر الرئيسي للبنك المركزي  والحكومة. هذه الخطوة تعكس احتفاظ مركزي مارب التي تعد مركز النفط والغاز باحتياطي كبير من النقد الأجنبي   ومحاولة تلافي الفوضى التي شهدتها مدن أخرى كعدن. وبغض النظر عن قرار دولة مأرب حيث النفط والغاز لا يزالان يباعان بسعر اقل بكثير مما هو عليه الحالب بقية محافظات التحالف،  أعلنت حضرموت وتحديدا شركة النفط  تسعيرة جديدة ومرتفعة  لأسعار الوقود. اذ حددت سعر اللتر بـ1550 وهو اعلى بكثير مما يباع بعدن مع ان حضرموت النفطية.

اما على صعيد ازمة المواد الغذائية، فقد قررت شبوة والضالع اغلاق  مقرات كبرى الشركات التجارية وتحديدا مجموعة هائل سعيد ومنع مرورها  عبر تلك المحافظات. في تعز منح اعلان تراجع العملة المليشيات هناك فرصة لنهب ما تبقى  لدى التجار، فسارعت فصائل الإصلاح  لاستهداف محطات الوقود واغلاقها  وأخرى استهدفت المخابز والمحلات التجارية..  اما في ابين فقررت السلطات هناك اغلاق كافة شركات الصرافة ولو أدى ذلك لضرب ما تبقى للمواطنين من مصدر دخل عبر التحويلات .. في  “العاصمة المؤقتة” عدن يبدو المشهد اكثر فوضوية ، وقد تسابقت الفصائل لابتزاز ونهب التجار و  الاستيلاء على كا ما تحط عليها عينها من عملات اجنبية ومواد غذائية.

هذا الوضع يكشف حالة الفوضى التي تعيشها تلك المناطق، والوضع الهش فيها وغياب اي دور للحكومة المركزية وإمكانية سقوط تلك المحافظات بدوائر الفوضى بمجرد  خطوة واحدة غير محسوبة العواقب..

قد تكون أمريكا في احد أهدافها من قرارها خفض العملات الأجنبية قسرا  استعادة  الثقة بحكومة عدن والبنك المركزي والتي فقدت على مدى السنوات الماضية ، لكن الواقع يؤكد بانها ساهمت بعودة الوضع في تلك المناطق إلى الأشهر الأولى لسيطرة التحالف حيث عمت الفوضى واقتتال الفصائل بالوكالة.

The post كيف عرت أمريكا الوضع في مناطق سيطرة فصائلها باليمن ؟ first appeared on الخبر اليمني.