جندي في مليشيا شبوة يغتال قائده.. والقاتل يُهرب إلى معسكر إماراتي!

الجنوب اليوم | شبوة

في واقعة مروعة هزت محافظة شبوة، أقدم جندي في مليشيا دفاع شبوة يدعى أكرم محمد محسن سعود على اغتيال قائده الميداني المقدم جلال محمد الزغلي بإطلاق النار عليه في مقر عمله بقطاع النقعة النفطي. وكان الزغلي قد تدخل قبل يومين لفض اشتباك بين الجاني وجندي آخر، حيث قام بنزع سلاحيهما وتحويلهما إلى مواقع مختلفة كعقوبة انضباطية. لكن الجاني لم يتقبل القرار، فعاد إلى مقر الكتيبة وطلب صرفته، وعندما أخبره الزغلي بأنها في موقعه الجديد، استعار سلاحاً من زميله وترصد للضابط وأطلق عليه ثلاث رصاصات في الظهر ورصاصة في الرأس أردته قتيلاً.

وبدلاً من تقديم الجاني للعدالة، قامت ما تسمى “استخبارات اللواء” بتسليمه لقائد اللواء فوزي السعدي، الذي تشير معلومات إلى أنه نقله إلى معسكر مرة التابع للإمارات، في خطوة تفسر كمحاولة لتهريبه من العقاب. وحاولت أسرة الضحية التواصل مع قيادة اللواء للمطالبة بالقصاص، لكنهم قوبلوا بموقف متجاهل، حيث ادعى السعدي عبر مندوبه أنه “سلم القاتل للدولة” دون أي إجراءات ملموسة. واضطرت الأسرة في النهاية إلى استلام جثمان الضحية ونقله إلى مسقط رأسه في مدينة لودر بمحافظة أبين، في مشهد يؤكد غياب العدالة وسيادة الفوضى.

الحادثة كشفت مرة أخرى الواقع المأساوي الذي تعيشه شبوة تحت سيطرة مليشيات تدعي الانتماء للدولة بينما تفتقر لأبسط معايير الانضباط والعدالة. فقتل ضابط أثناء تأديته لواجبه، ثم تهريب القاتل إلى معسكر أجنبي، وحرمان أسرته من حقها في العدالة، كلها مؤشرات على انهيار كامل للنظام الأمني والقانوني. والسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى سيستمر هذا الوضع، ومن سيكون الضحية التالية في ظل ثقافة الإفلات من العقاب؟