“عدن“| في كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ عقود.. السيول تكشف غياب التخطيط وهشاشة البنية التحتية للمدينة وضعف المعالجات.. “صور“..!

أغسطس 25, 2025

أبين اليوم – عدن 

شهدت محافظة عدن، خلال الساعات الماضية، كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ عقود، بعد أن اجتاحت سيول جارفة مناطق واسعة من المدينة، متسببة في خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث جرفت السيول سيارة تقل سبعة أشخاص، ونزحت مئات الأسر بعد غرق منازلها، فيما أعلن محافظ المحافظة أحمد لملس مديرية البريقة منطقة منكوبة.






موقع “يمن إيكو” تابع صوراً ومقاطع فيديو تداولها ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سيولاً جارفة اجتاحت أحياء الحسوة وبئر أحمد وصلاح الدين وصيرة والمعلا والشيخ عثمان، وحولت شوارع رئيسية إلى بحيرات مغلقة، فيما اضطر السكان إلى استخدام وسائل بديلة للتنقل بعد تعطل المركبات وجرف بعضها مع تيار السيول.

وتضررت عشرات المنازل بشكل مباشر، خصوصاً تلك المبنية وسط مجاري السيول في الحسوة وبئر أحمد، ما دفع أكثر من 90% من الأسر هناك للنزوح الفوري نحو مدارس قريبة ومبانٍ عامة، بينما غمرت المياه ممتلكات خاصة ومحلات تجارية وتسببت بخسائر بملايين الريالات.

وفي حادثة مأساوية، جرفت السيول سيارة تقل سبعة أشخاص، أنقذ ثلاثة منهم، فيما لا يزال مصير الأربعة الآخرين مجهولاً حتى اللحظة، وسط استمرار عمليات البحث من قبل فرق الإنقاذ والأهالي.

وشكا الناشطون من غياب أي تفاعل ملموس للسلطة المحلية أو الجهات الحكومية في إغاثة المتضررين أو فتح مصارف المياه، الأمر الذي فاقم من حجم الكارثة.

وأعلنت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي توقف إمدادات المياه من حقل بئر أحمد، بعد تعرض خط النقل الرئيسي للتلف، مؤكدة أن فرقها ستباشر الإصلاح فور انحسار المياه.

وكانت الهيئة اليمنية للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في عدن حذّرت في وقت سابق من مخاطر السيول، مؤكدة أن أي هطول جديد للأمطار في المرتفعات الشمالية سيضاعف حجم التدفقات نحو المدينة، نتيجة لتشبع التربة بالمياه.

وأعلن محافظ عدن أحمد لملس، مديرية البريقة “منطقة منكوبة” بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بها، مناشداً المنظمات المحلية والدولية سرعة التدخل لمساندة جهود السلطة المحلية في مساعدة المواطنين وتعزيز عمليات الإغاثة الطارئة.

فيما دعا ناشطون وخبراء محليين لإعلان عدن بأكملها “منطقة منكوبة”، مؤكدين أن الإمكانيات المحلية عاجزة عن مواجهة هذه الكارثة، وأن الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً على المستويين الوطني والدولي لإغاثة المتضررين، وإعادة النظر في مشاريع البنية التحتية المتهالكة.

الكارثة التي عاشتها عدن ليست مجرد حدث طبيعي عابر، بل جرس إنذار جديد حول هشاشة البنية التحتية للمدينة أمام المخاطر المناخية، في ظل استمرار غياب المعالجات الجذرية لمشاكل تصريف السيول والتخطيط العمراني.

 

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا