هآرتس: الحوثيون قوة وطنية مستقلة.. ووقف الحرب على غزة هو المفتاح الوحيد لإغلاق جبهة اليمن

سبتمبر 8, 2025

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تحليلاً مطولاً أكدت فيه أن الكيان الإسرائيلي بات عالقاً في مواجهة ما وصفته بـ”حرب العصابات” مع اليمن، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من المواجهة المباشرة مع صنعاء وتوقيعها اتفاق وقف إطلاق نار، ما ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة الضربات اليمنية.

متابعات- الخبر اليمني:

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحرب تعزز مكانة اليمنيين داخلياً وإقليمياً، في وقت فشلت فيه جميع الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أي تغيير ملموس على الأرض.

ولفتت إلى أن واشنطن، إلى جانب دول مثل الإمارات والسعودية، اضطرت في السنوات الماضية للانسحاب أو توقيع اتفاقات تهدئة مع صنعاء بعد فشلها في تحقيق أهدافها، بينما تواصل إسرائيل تكرار الأخطاء نفسها عبر استهداف قيادات مدنية أو مواقع استراتيجية ظناً منها أن ذلك سيُضعف القدرات اليمنية، إلا أن النتائج تأتِ عكسية دائماً. فحتى بعد اغتيال رئيس الوزراء اليمني أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، جاء استهداف مطار رامون ليعيد إسرائيل إلى “مربع الصفر”، ويؤكد أن القدرات اليمنية لا تزال قوية ومتطورة.

وأكدت “هآرتس” أن الضربات الجوية والاغتيالات وتدمير البنية التحتية المدنية لم تشكّل رادعاً كافياً، وأن نجاح طائرة مسيرة واحدة أو صاروخ واحد في اختراق العمق الإسرائيلي كافٍ لإثبات استمرار الفشل الاستراتيجي.

واعتبرت أن هذه ليست حرباً بين جيشين ولا مواجهة مع “وكيل إيراني” يمكن الضغط على دولته، بل حرب طويلة الأمد ضد قوة وطنية مستقلة لا تعتمد بشكل أساسي على التمويل الخارجي، وتمتلك مواردها الذاتية من الضرائب ورسوم العبور وصناعاتها العسكرية المحلية.

وأوضحت أن استهداف المطارات والموانئ الإسرائيلية ليس مجرد رد فعل على أحداث معينة، بل جزء من استراتيجية حصار جوي وبحري ممنهجة تهدف إلى إلحاق أكبر ضرر بالاقتصاد الإسرائيلي وبنيته التحتية.

وسلطت الصحيفة الضوء على تعامل إدارتَي ترامب وبايدن، وكذلك إسرائيل، مع الحوثيين كجزء من “حلقة النار الإيرانية”، مع الإشارة إلى التباينات في المواقف الأميركية؛ حيث رفع بايدن اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب في بداية ولايته عام 2021، ثم أعاد تصنيفهم لاحقاً كجماعة إرهابية “خاصة”، بينما أصر ترامب في عودته على إدراجهم ضمن “منظمة إرهابية أجنبية” كاملة، ومع ذلك لم يتردد في توقيع اتفاق وقف إطلاق نار معهم.

وفي شهادتها أمام الكونغرس عام 2024، أقرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية السابقة أفريل هاينز بأن الحوثيين سيظلون نشطين، وأن عملياتهم في البحر تعزز مكانتهم الإقليمية، مشيرة إلى أن تصنيعهم المحلي للصواريخ والطائرات المسيرة يجعل من الصعب القضاء على قدراتهم.

واعتبرت “هآرتس” أن هذه المعطيات تضع إسرائيل أمام معركة لا يمكن كسبها بالمنطق العسكري وحده، مؤكدة أن الحوثيين ليسوا مجرد ذراع إيرانية، بل كيان وطني مستقل يربط استمرار هجماته بوقف العدوان والحصار على غزة، ما يجعل إنهاء الحرب على غزة الخيار الوحيد القادر على إغلاق هذه الجبهة التي تواصل كشف “حدود القوة” الإسرائيلية.

وختمت بالقول إن إسرائيل تكرر ما جربته أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات بالاعتماد على القوة العسكرية وحدها، لكنها تواجه تهديداً متجدداً يتطور كلما استمر العدوان على غزة، مؤكدة أن إنهاء هذه الحرب قد يكون المفتاح الوحيد لإغلاق جبهة اليمن.

The post هآرتس: الحوثيون قوة وطنية مستقلة.. ووقف الحرب على غزة هو المفتاح الوحيد لإغلاق جبهة اليمن first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا