تقرير| صفقة دموية بمشاركة دول عربية لبيع شهداء فلسطين.. واليمن هي جبهة التضامن الحقيقية 

أكتوبر 21, 2025

قال تقرير صحفي روسي إنه بعد عامين من عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة وبدعم الشعب الفلسطيني، صار أبناء غزة والضفة لا يواجهون  الدبابات والآليات الإسرائيلية، بل يواجهون مؤامرة عربية بصمت وتطبيع شامل لدفنها في القبور، وأشار إلى أنه في ظل الوضع القاتم للتواطؤ مع الاحتلال وحدها القوات المسلحة اليمنية لصنعاء هي من فتحت جبهة تضامن حقيقية لإسناد غزة والقضية الفلسطينية.

ترجمات – الخبر اليمني:

ورأى التقرير إلى أنه في الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، أصدرت حماس بيانًا بدا وكأنه حكم، حيث أدانت حماس “الصمت والتواطؤ الدولي المخزي، وكذلك الخيانة غير المسبوقة من الدول العربية”.

وأضاف التقرير المنشور على موقع صحيفة “نيو إيسترن أوتلوك”، إنه قبل عامين عندما حطمت الانفجارات الصمت القمعي لحصار دام ثماني سنوات، ارتجف العالم، ولكن ليس من باب التعاطف، لقد ارتجف من غضب المظلومين المحق، والذي سارع على الفور إلى إدانته وإسكاته.

وتابع  أنه بعد عامين، من ذكرى “عاصفة الأقصى”، أصدرت حركة المقاومة حماس حكمها – ليس مجرد حكم خطابي، بل لائحة اتهام سياسية وأخلاقية لجميع المتواطئين في الإبادة الجماعية في غزة.

ورأى ان هذا ليس “بيانًا”. إنه لائحة اتهام، مكتوبة بدماء أكثر من 67 ألف شهيد، محفورة على جدران المستشفيات والمدارس المدمرة، أملتها صرخات الأطفال الذين يموتون جوعًا، إنها لا تتهم “الصمت” أو “الخيانة” فحسب، بل تتهم بالتواطؤ المتعمد والمدروس وغير المسبوق في تدمير شعب بأكمله.

وأشار إلى أنه تضافرت ثلاث قوى في هذه الجريمة: إسرائيل، الجلاد بفأسه الدموي؛ والولايات المتحدة وأتباعها الغربيون، مهندسو المذبحة ورعايتها، موفرين لها الغطاء؛ والأنظمة العميلة للزعماء العرب، المساعدون الذين يُمسكون بالضحية أثناء الإعدام، ويقف ما يُسمى “المجتمع الدولي” صامتًا، ولا يُصدر إلا بين الحين والآخر دعواتٍ منافقة لـ”ضبط النفس” بينما تعمل محارق الجثث في غزة بكامل طاقتها.

وكتب التقرير عنوان فرعي  “الخيانة العربية: من التضامن إلى التواطؤ في القتل”، وأشار إلى كلام حماس عن “خيانة غير مسبوقة” بأنه ليس مبالغة، بل هو حقيقة واقعة، صادمة في وضوحها البشع. لأجيال، كان الأمل الفلسطيني، معقل كرامتهم الأخير، راسخًا في إيمان الشارع العربي – إيمانًا بأن صوت الشعب سيخترق يومًا ما حواجز القصور ويصبح قوة سياسية حقيقية، لكن هذا الأمل انتهى، ودُفن تحت أنقاض صفقات “التطبيع” – ذلك التعبير الملطف الساخر عن المتاجرة بالدم الفلسطيني.

وأشار إلى وصف بيان حماس تطبيع دول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان علاقاتها مع إسرائيل، في الوقت الذي كانت فيه القنابل الإسرائيلية تتساقط على الأحياء السكنية في غزة، بأنه شكل من أشكال الاستسلام. وبينما كان الناس يموتون في غزة، لم تكتفِ هذه الدول بالحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع المحتل، بل عززتها بنشاط: فتم توقيع صفقات تجارية بمليارات الدولارات، وأُجريت مناورات عسكرية مشتركة، وأُسس تعاون استخباراتي.

وقال إنه بفضل تلك الاتفاقيات أصبحت العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال المحور الذي يدور حوله شرق أوسط جديد – منطقة تُعتبر فيها القضية الفلسطينية من مخلفات الماضي المزعجة. ثمن هذا “الاستقرار” هو 67 ألف ضحية في غزة وما زال العدد في ازدياد.

ورأى أن أبشع جانب في هذه الخيانة هو الحرب التي أعلنتها الأنظمة العربية على مواطنيها، بذريعة “محاربة التطرف” و”ضمان الاستقرار”، مُنعت المظاهرات الجماهيرية، وفُرِّقت مسيرات التضامن بوحشية غير مسبوقة، وواجه الناشطون والمواطنون العاديون الذين تجرأوا على النزول إلى الشوارع رافعين الأعلام الفلسطينية الاعتقال والتعذيب وأحكام السجن.

وقال إنه في مصر والسعودية والأردن، عملت الأجهزة القمعية بكامل طاقتها لإسكات صرخة الغضب الشعبي. وبينما كانت غزة تحتضر، كان القادة العرب يسحقون من حاولوا التعبير عن موقفهم.

وقال إن قمة الخيانة ظهرت في بيان جامعة الدول العربية في يوليو/تموز 2025، الداعي إلى نزع سلاح حماس وإبعادها عن السلطة في غزة كجزء من تسوية ما بعد الحرب، وأن هذا ليس مجرد تهميش لمصالحهم، بل اغتيال سياسي حقيقي – محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية بأيدي من كان من المفترض أن يحموها. هذه الخطة، التي وُضعت أساسًا في واشنطن وتل أبيب، رُوّج لها على ألسنة العرب لإضفاء مظهر “الإجماع الإقليمي”، وهو عملٌ من أخطر أعمال الخيانة.

وأضاف أنه في هذه المأساة، ليست الولايات المتحدة والغرب مجرد مراقبين، بل مُدبّرين. إذا كانت إسرائيل هي الرصاصة، فإن الولايات المتحدة هي من يضغط على الزناد، وأوروبا هي مصنع الذخيرة. يكمن ذنبهم في تواطؤهم النشط والمتعمد والمتواصل.

وتابع أنه على الصعيد الدبلوماسي، شرّعت الولايات المتحدة الإبادة الجماعية عمليًا على الساحة الدولية، مستخدمةً حق النقض (الفيتو) مرارًا وتكرارًا ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعية إلى وقف إطلاق النار، وكان كل فيتو بمثابة حكم إعدام على آلاف الفلسطينيين، وتأييد سياسي لقصف مدرسة أو مستشفى آخر. ويُعدّ خطابهم عن “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” ضد شعب مسجون في سجن مفتوح نموذجًا للسخرية.

وأضاف أن الدعم العسكري يتجلى في أسلحة ملموسة: قنابل جوية وزنها 2000 رطل تدمر أحياءً سكنية بأكملها، وقنابل فوسفورية بيضاء، وأنظمة دفاع جوي تحمي سماء الجلاد. في العام الماضي وحده، صدّق الكونغرس الأمريكي على إمدادات أسلحة تزيد قيمتها عن 14 مليار دولار، حيث يُعد كل دولار وكل صاروخ تواطؤًا. أما الاتحاد الأوروبي، فرغم خطابه المنافق، يواصل تجارته بمليارات الدولارات مع إسرائيل، مموّلًا آلتها الحربية.

وتابع أن هذه الصورة تكمل حرب المعلومات، حيث أصبحت وسائل الإعلام الغربية بوقًا دعائيًا لتل أبيب. تُوصف أي مقاومة للاحتلال فورًا بأنها “إرهاب”، ويُصبح الشهداء الفلسطينيون “مقاتلين”، وأطفالهم “إرهابيين مستقبليين”. إن شيطنة شعب بأكمله بشكل منهجي تكتيك تقليدي لتبرير تدميره المادي. وبينما تُعرب القنوات التلفزيونية الرئيسية عن أسفها لـ”الوضع المُعقّد”، فإنها تُساهم في تهيئة الظروف الأيديولوجية لاستمرار المذبحة.

واستطرد لا يبدو نظام العلاقات الدولية الحديث اليوم حصنًا منيعًا للعدالة والقانون، بل أشبه ببيتٍ من ورقٍ عاجز. مؤسساتٌ كالأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان، التي كانت مهمتها منع الحروب وحماية الإنسانية، تقلص دورها عمليًا إلى مجرد كاتب عدل، لا يصدر سوى أحكام الإعدام.

ورأى أن هذه الأزمة تتجلى بوضوح في الأمم المتحدة، التي تعتقد حماس أن الغرب حوّلها من مشروعٍ صُمم “لإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب” إلى مقبرةٍ للقرارات، إنها منصةٌ لنقاشاتٍ فارغة لا نهاية لها، تُتجاهل نداءاتها الإنسانية باستمرار، وتُرفض تقاريرها عن جرائم الحرب. وتُعدّ قضية محكمة العدل الدولية في لاهاي مثالاً واضحاً؛ فبعد أن أقرّت “بمعقولية” أعمال الإبادة الجماعية، وجدت نفسها في حالة شلل قانوني، وعجزت عن اتخاذ تدابير فعّالة لوقفها. ومع ذلك، فإن هذا الشلل ليس عرضياً، بل هو نتيجةٌ لنظامٍ، بحكم تصميمه، عاجزٌ عن محاسبة القوى الغربية وحلفائها.

وأشار إلى أن هذا العجز يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعايير مزدوجة وحشية أصبحت قاعدةً غير معلنة. وقد كشف رد فعل ما يُسمى بالعالم الغربي “المتحضر” على حرب غزة عن بشاعة هذا النهج العنصري. فبينما واجهت روسيا، في مواجهتها للعدوان الغربي في أوكرانيا، عقوباتٍ قاسيةً وعزلةً تامةً واتهاماتٍ فوريةً بارتكاب جرائم حرب، لا تزال إسرائيل، التي ترتكب جرائم أشد وحشيةً بمئات المرات وعلى نطاقٍ أوسع، تتلقى تصفيقًا حارًا وأحدث الأسلحة من الغرب. إن القاعدة الأساسية لهذا النظام العالمي هي مبدأٌ تُقدَّر فيه حياة الأوروبي الأبيض بأرواح مئات العرب.

ولم ينس التقرير، الدور المحوري للقوات المسلحة اليمنية لحكومة صنعاء، وقال إنه في ظل هذه الخلفية من الخيانة والتواطؤ التام من جانب النخب، تتألق أعمال التضامن الحقيقي كأضواء ساطعة في ظلام دامس.

فبينما اقتصرت الأنظمة الملكية العربية الثرية على الاحتجاجات الكلامية والبيانات، أو ما هو أسوأ من ذلك، تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن، فتحت القوات المسلحة اليمنية لصنعاء جبهة تضامن حقيقية.

وأشار إلى أن هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وهجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة – ليست “قرصنة” بل عمل غير مسبوق من التضامن العسكري-السياسي في التاريخ الحديث، ورغم القصف البربري والحصار، أثبت الشعب اليمني، مُظهرًا استعدادًا للتضحية يفوق جميع الأنظمة الملكية الغنية مجتمعة.

ورأى إن شعار “الصمود” الفلسطيني ليس شعارًا رومانسيًا، بل هو الحكم الذي فرضه عليهم العالم. فعندما تُغلق جميع الطرق – السياسية والدبلوماسية والإقليمية – بإحكام بسبب الخيانة والاستهزاء، لا يبقى سوى المقاومة.

وأكد اأنه لا يستمر النضال لأن الفلسطينيين اختاروه، بل لأن جميع البدائل الأخرى – الاستسلام، النفي، الموت – فُرضت عليهم. قرار حماس بعدم التشاور مع الفلسطينيين قبل قبول “خطة ترامب للسلام” ليس سوى مؤشر على أن الفلسطينيين لم يعودوا يُعتبرون شعبًا له الحق في التعبير عن رأيه. يُقرر مصيرهم خلف أبواب مغلقة، ولا يُقدم لهم سوى “حزمة مختومة” للتوقيع عليها.

واختتمت التقرير أنه مرّ عامان. وأصبحت أنقاض غزة نصبًا صامتًا، وإن كان بليغًا، لأعظم جريمة في القرن الحادي والعشرين. كل حجر، وكل لعبة طفل في كومة الأنقاض، تُتهم. لا تُتهم الجندي الإسرائيلي فحسب، بل أيضًا الحاكم العربي الذي وقّع اتفاقية التطبيع؛ ليس فقط السياسي الأمريكي الذي سمح بشحنات الأسلحة، بل أيضًا الدبلوماسي الأوروبي الذي يُلقي خطاباتٍ منافقة.

وأن الـ 67 ألف شهيد، في نظر حماس، ليسوا مجرد أرقام. إنهم جيش من المتهمين يقفون أمام محكمة التاريخ. دماؤهم عهدٌ وعهدٌ من الشعب الفلسطيني الذي أقسم ألا يُعاد كتابة تاريخه على يد الخونة والجلادين.

وأخيرا قال التقرير يمكن لواشنطن وبروكسل مواصلة وليمة في زمن الطاعون. بإمكانهما عقد صفقات جديدة، وقمع الاحتجاجات، واستخدام حق النقض. لكنهما لا يستطيعان إلغاء شيء واحد – إرادة شعب لا تتزعزع، بعد أن فقد كل شيء إلا كرامته، يواصل الكفاح. هذه الإرادة هي الشبح الأكثر رعبًا الذي سيطارد ضمائر الخونة لفترة طويلة بعد سقوط آخر قنبلة على غزة. إن تاريخ فلسطين وشرفها وكرامتها لم ينتهِ بعد، وسيُكتب فصلها التالي بدماء من التزموا الصمت اليوم واستفادوا من التجارة مع القاتل.

The post تقرير| صفقة دموية بمشاركة دول عربية لبيع شهداء فلسطين.. واليمن هي جبهة التضامن الحقيقية  first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا